19‏/07‏/2016

تزوير الوعي والتاريخ - "من وحي خطبة الهندي الأحمر"




من وحي هذه المقالة :

" الهنود الحُمر: كيف يمكن أن نشتري أو نبيع السماء والمطر والهواء؟"


لفهد الحازمي والمنشورة في موقع ساقية
وخطبة لاحد زعماء الهنود الحمر التي احتوتها كتبت هذا التعليق :






تزوير الوعي والتاريخ



حين أقرأ العبارات - بحسب الترجمة ولم اطلع على الأصل - أرى بوضوح 

روحانية عالية وايمان عميق

لو ربطنا هذه الخطبة بعمليات تزوير الوعي وتزوير التاريخ عبر كتابة 
رواية واحدة هي رواية المنتصر، فإن مثل هذه الخطة تبين كم من الجنايات
 ارتكبت ومازالت ترتكب في حق البشرية

وسنقف أمام سؤال حقيقي هو :

من هو المتحضر ومن هو الهمجي ؟

لو كان التاريخ الذى كتبه المنتصر هو دليلنا لإجابة هذا السؤال، كما قدمه 
لنا هو عبر الأدب والسينما مثلا، لكانت اجابتنا بلاشك أن الهندي الأحمر 
هو الهمجي البربري، وهذا أمر مسلم به اليوم لدى الأغلب من البشر


وأن الرجل الأبيض، وكلمة الأبيض هنا تؤخذ كحقيقة وكثقافة، فهي كناية عن 
المستعمر المبشر بما يحمله من قيم يراها متفوقة أيا كان، والذى يقوم بإخضاع 
الآخر وثقافته وقيمه عبر محوها أولا ثم محاولة استنبات ثقافة وقيم جديدة تارة
أو إلباسها معنى التخلف تارة أخرى، ويملي عليه ثقافة جديدة ثقافته هو وقيمه هو.

وكي يمعن في تزوير الوعي يسبغ عليها مسميات سطحية لا يعي سطحيتها 
إلا من أمتلك الوعي الكافي للولوج إلى عمق المعاني والدلالات التي تغلف بها 
العبارات الخداعة كالقانون الدولي، القرارات الدولية، مجلس الأمن الدولي 
وشرعة حقوق الإنسان، السوق العالمية.

فيما تلك الجُمل هي تعبير عن أمر واحد، هي استمرار استعمار الشعوب والدول
بطريقة غير مباشرة، بعد أن تمت تصفية الإستعمار المباشر، بإستثناء استعمار
فلسطين

ألم يبشرنا الرجل الأبيض بالنظام العالمي الجديد في التسعينات، وأرفق به 
عبارات رنانة مثل نشر الديموقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية وحقوق 
الإنسان - هذا لا يعني أبدا اننا لسنا بحاجة لها - لنكتشف أن خلف تلك الخطابات
 الرنانة يكمن أمرين فقط، أولهما حرية المستعمرين في استمرار السيطرة علينا.

وفي قتلنا اذا حاولنا الحصول على تلك الحقوق، إما القتل بواسطة عملائهم 
الداخليين وإذا استعصى ذلك فإنهم يقومون بالعمل بأنفسهم مباشرة، الأمر 
الثاني هو حريتهم هم في السيطرة على مواردنا الأوليه، وعلى أسواقنا.