30‏/08‏/2019

الإتفاق والدمام، اعمق من كرة القدم

الإتفاق والدمام، اعمق من كرة القدم

حين نتحدث عن العلاقة بين الاتفاق و "أهل الدمام"
بشكل خاص، واهل الشرقية بشكل عام، فنحن نغادر
الحقل الرياضي قليلا، ونقيم في الإجتماعي والثقافي
فليس الحديث هنا، عن مجرد نادي رياضي آخر في
السعودية، أو مجرد تشجيع جماهير لناديها

من نشأ وعبر  باحياء الدمام، ومناطقها الداخلية، بالتحديد
العتيقة منها العدامة، الدواسر، العمامرة، الخليج، الدوغة،
مدينة العمال، النخيل، القزاز، سوق الحب، شور الليل، شارع
عيال ناصر، مسجد الشيخ عيسى، ازقتها و"دواعيسها"
وبقية مدن الشرقية، ومازال يمتلك ثقافتها الاجتماعية
الخاصة، يعي انه "ينتمي"، وليس مجرد احد "الجماهير"

اتحدث عما يعتبره "اهل الدمام" سواء كان الفرد
مهتما بكرة القدم أم لا، مكون رئيسي من من عناصر
الانتماء للمدينة - قلة من الاندية في المملكة، يستطيع
جمهورها أن يقول أن النادي ينتمي لمدينته واهلها
وثقافتها- ووجدان اهلها، وثقافتهم الاجتماعية
خاصة في ظل غياب أي رمز عام آخر، يعبر بشكل مباشر
أو غير مباشر، عن المدينة واهلها.

لهذا كان ذلك الحدث غير المسبوق في الرياضة السعودية
 اعني انتخابات النادي قبل عدة اعوام، من إلتفاف ابناء
المنطقة حول النادي، وكذلك ما عبر عنه الحضور
الجماهيري للمباريات حين هبط للدرجة الأولى، لذلك
 بدوره كان النادي، سفير لثقافة اهل المدينة، ومعبرا
عنهم - في الغالب- وعن اهل المنطقة عموما في
سلوكيات لاعبيه والمنتمين إليه بغض النظر عن موقع
الفرد داخل النادي، بساطتهم، حميميتهم، اجتماعيتهم
 لطافة أرواحهم، إنفتاحهم، ترابطهم وبعدهم التام عن
العنصرية.

وربما ليس من قبيل المصادفة، أن يكون النادي طوال
تاريخه، ومازال، يشتهر باللعب الجماعي وليس نادي
النجم الواحد، فالشراكة غالبة، داخل الملعب، وخارجه
كنت لاعبا، أو منتميا من خارج حدود الملعب، وليس
من قبيل الغرابة، أن القادم إليه من خارج المنطقة
يشعر سريعا بالإنسجام والتآلف والحميمية، والشواهد
عديدة.

في السنوات التي ابتعد فيها النادي، عن البطولات الكبرى
اصبح المنتمين له، يعيشون ما يشبه اسطورة "سيزيف"
حيث تكبر الآمال في بداية كل موسم، وتتدحرج صعودا
وسط مكابدات وعثرات، لتعاود تلك الصخرة "المنافسة
على البطولات"، في السقوط من بين ايديهم، ويعودون
لحسرتهم الدائمة في نهاية كل موسم

ثم يعاودون حمل تلك الصخرة، في بداية كل موسم
جديد، وكأنهم في تكرار لل "العود الابدي"، الذى يعبرون
به كل عام، وكأنه مسيرة جديدة لم يخوضوها من قبل

لهذا نعيشها، نحن المنتمين - رغم أن قوة الإنتماء تختلف
في الجيل الحالي، عن الأجيال السابقة- بكل ما لدينا من
حماس وانتماء، بغض النظر عن النتائج في نهاية كل عام.