13‏/01‏/2020

الحياة من هنا

الحياة من هنا

عبدالخالق 

يوجد قول لاحد الفلاسفة: " انت لا تعبر النهر مرتين"، بمعنى أنه مع كل وقت هناك تغيير فإما ان تتغير انت أو يتغير النهر

اعتقد تعريفنا للحياة ايضا ينطبق على هذا، ففي كل مرحلة من عمرنا وفي كل مستوى نضج ووعي، تكون لدينا نظرة مختلفة للحياة، ربما من هنا في الاربعين الحياة بالنسبة لي، يشبه من يركب قطار، يسير في رحلة لها بداية ولها نهاية، في المحطات الأولى نكون مشغولين بالأجواء والتعرف على المحطات وعلى بقية المسافرين والمناظر الخارجية، شيئا فشيئا نصبح اقل انشغالا واهتماما بالمحطات الجديدة

لربما للممل، أو رتابة المحطات، ربما طول الرحلة، ربما لم نعد نرى في المحطات ما يغري، ربما المناظر الخارجية غير مبهجة،  لربما انه اصبح يفكر كثيرا بالمحطة الاخيرة وجمع حقائبه والإستعداد للمغادرة في المحطة الأخيرة.

الحياة كموج البحر، هناك مد وجزر، الحزن فيها مهم كالسعادة، فما هي السعادة وما هو الفرح، اذا لم هناك محطات حزن، هل كان سيكون هناك قيمة ومعنى للخير، اذا لم يكن هناك شر،  هل سيكون للإرتواء معنىا ذا لم يكن هناك عطش، هل سيكون للحياة معنى اذا لك يكن هناك موت.

اعتقد احد اهم ادوات واسرار فهم الحياة هو في الرضا والتقبل والمحافظة على السكينة، الرضا في كل حالاتها، ادركنا معنى ومغزى ورسالة تلك الحالة ام لا،  لأننا نعلم أن هناك مدبر للكون حكيم كل الحكمة، وله في كل فعل رسالة لنا وأن الحياة والموته ما احد وجهي الرحلة في هذا الوجود،  هذا لا يعني أننا يجب أن نتعامل مع الشر كما نتعامل مع الخير،  أو مع الحرب كما نتعامل مع السلام أو مع المرض كما نتعامل مع الصحة، بل أن ندرك ان وجود ومعنى احدهما لا ينفصل عن وجود ومعنى الآخر.