21‏/02‏/2020

بين تسريح الموظفين وخفض اجورهم.



شركات "سوفت بنك" .. لماذا تفضل تسريح بعض موظفيها بدلًا من خفض أجور الجميع؟
http://bit.ly/2PjXwx9


تعليق على المقال الموجود في الرابط السابق:

اختلف قليلا مع الخلاصة، التي توصل لها كاتب المقال ومؤلف الكتاب
فهناك حل اخر ربما، لكن لم يتم التطرق له في المقال.

فالكاتب قارن بين حلين من الحلول، إما صرف الموظفين، أو تخفيض
اجور الجميع، ثم قدم فرضيته بأن صرف الموظفين افضل للشركة
لأن ضرر خفض الأجور اعلى،  كونه يضعف الروح المعنوية للجميع
وبالتالي الإنتاجية والجودة.

لكن لم يتم التطرق لحل ثالث، وهو خفض اجور ومكافئات اعضاء
مجالس الإدارات وكبار التنفيذيين، مع عدم صرف العاملين أو خفض
اجورهم، بشرط ألا يكون هناك موظفين أو عمالة فائضة عن الحاجة
أو بطالة مقنعة، اذا تحقق الشرطين، اعتقد الحل الثالث هو الأفضل.

لكن الشركات غالبا لن تلجأ له، لأنها تعمل ضمن محددين، هما فلسفة
النظام الرأسمالي والذى لا يهتم إلا بالربح، ودفاع مجالس الإدارات
والتنفيذيين من اجل مصالحهم، فيما لا يملك الآخرون من يمثل
في مواقع صنع القرار.

06‏/02‏/2020

معدل دوران العمل والتكلفة المخفية

معدل دوران العمل والتكلفة المخفية


عبدالخالق مرزوقي



من المعروف أن من الأدوار الرئيسية لأقسام الموارد البشرية، في المنظمات التي تمتلك استراتيجيات حقيقية ومرتبطة بأهداف وخطط ومؤشرات أداء، هو قياس معدل دوران العمل ودراسة أسبابه إذا كانت نسبته مرتفعة نتيجة للأثر البالغ الذى يتركه معدل دوران العمل المرتفع، على المنظمة من جهة التكلفة سواء المالية أو غيرها.
فهو يكلف المنظمة ماليا من جهتين، الأولى لأنه يعتبر من جهة خسارة استثمار، فالمنظمة تستثمر في الموظف كتدريب مباشر وغير مباشر، رفع مستوى انتاجية، بناء خبرة عملية، وتستفيد منه عائد إضافي مع تراكم الخبرة وزيادة الفعالية، مالي وغير مالي، وأعني بالعائد غير المالي الذى تجنيه المنظمة من الموظف، وتحديدا في بعض المجالات المتخصصة، والتي للسمعة والشهرة فيها عائد تسويقي، كوجود طبيب مشهور في مستشفى معين، أو محامي شهير في شركة محاماة، ومن جهة اخرى يكون على المنظمة دفع تكلفة استثمار مماثلة في موظف جديدة.
أما من جهة التكلفة المالية غير المباشرة، فزيادة معدل دوران العمل، يحرم المنظمة من نقل الخبرة والمعرفة بين العاملين، نعم اصبح للتقنية الدور الأبرز في انجاز الأعمال والمهام، لكن يبقي للعنصر البشري، والمعرفة الدقيقة التي يعرفها عن تفاصيل عمله وخبرته وولائه، والطرق الأكثر كفاءة وفعالية وسرعة والعلاقات، دورها الكبير في إنجاز الأعمال، وتعظيم النتائج.
لكن المشكلة أن قياس معدل دوران العمل، وجميع التكاليف والخسائر التي يتسبب فيها، يبقى داخل أقسام الموارد البشرية، ولا يظهر اثره كتكلفة مباشرة، سواء مالية أو غيرها، على نتائج أعمال الإدارات والأقسام الأخرى سواء الإنتاجية أو الخدمية، في قوائم المنظمات، وإن ظهر بعضه بصورة غير مباشرة كرواتب وأجور ومصروفات تدريب أقسام الموارد البشرية، على سبيل المثال قد تنسب منظمة ما انخفاض نتائج أعمالها وبالتالي أرباحها للركود الاقتصادي، أو قلة الطلب على منتجاتها، لكنك اذا كنت مطلعا بما فيه الكفاية على السوق الذى تعمل فيه تلك المنظمة، أن الشركات المنافسة تنمو بمعدلات جيدة سنويا، وهنا عليك ألا تُسلِم بالسبب المعلن فقد يكون السبب الحقيقي هو أن جودة الخدمة أو المنتج انخفضت، أو أن قسم التسويق والمبيعات اصبح أقل إنجاز وفعالية، أو أن تركيز العاملين على إنجاز الأهداف المطلوبة غير كافي لتفكيرهم في البحث عن أماكن عمل أخرى، وكل هذه الأسباب وغيرها، معدل دوران العمل المرتفع له دوره الكبير فيها.