11‏/07‏/2014

حديث حول القدر والمشيئه


الكاتب: عبدالخالق مرزوقي

في موضوع القدر والمشيئة اميل للرأي الذى يقول لا جبر مطلق
ولا تفويض مطلق بل للانسان مشيئة وللخالق مشيئة ولا تعارض بين
الاثنتين

الانسان مخير فيما فيه خيار. ومسير جبرا فيما ليس فيه خيار
الانسان مخير مثلا بين الابقاء على حياته او الانتحار. الايمان
أو عدمه . لكن ليس مخيرا مثلا بين الموت او الخلود
وفي الحالين خيارك هو خاضع لإرادة الله سبحانه .

- ماذا إذا شاء المخلوق الكفر ؟؟
له أن يكفر لان كفره مشيئته هو، هو مخير فيه.
لكن هذا التخيير منحة له من الله، وليس فرضا لمشيئته
هو على مشيئة الله

الله لا يفرض عليك الكفر. بل يمنحك حق مخالفته والكفر
لكنك لا تفعل ذلك رغما عنه، فتحقيق ارادتك موقوف على مشيئته
هو سبحانه في تحقيق تلك الإرادة وتسهيلها من عدمه

آيه " وماتشاؤون إلا أن يشاء الله "
كيف نفهمها اذن ؟

المشيئة مشيئتين. مشيئة للخالق ومشيئة للمخلوق
كما ذكرت سابقا ومشيئة المخلوق منحة من الله واراده منه
وليست جبرا أو فرضا من المخلوق للخالق عليها

بمعنى أنك حين نكفر. فانت تطبق ارادتك ومشيئتك وتعصي الله
لكن عصيانك لله ليس رغما عنه وعن مشيئته بل هو من منحك ابتداءا
هذا الحق في الفعل. رغم أن لا يحب الكفر منك
يؤيد هذا ورود هذه النصوص في القرآن مثلا :
سورة التكوير:
" لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ - وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "

المدثر:
"‏‏فَمَن شَاء ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ"
الإنسان:
" إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون
إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما"
فالله لا يريد منا الكفر ولا يحبه منا . لكنه لم يفرض علينا الإيمان
ولو فرض علينا الايمان لما استطاع احد أن يكفر
ولو كان يريد منا الكفر ويحبه، لما كان له أن يحاسبنا عليه.

لأن هذا يتناقض مع عدله المطلق يؤيد هذا آيات عديدة منها :
الزمر : "إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ"
البقرة : "والله لا يحب الفساد "

ومن المعروف أن هناك نوعين من الإرادة لله سبحانه. ارادة كونية
قدرية ترافقها المشيئة وهما تتعلقان بكل ما يشاء الله وجوده وفعله
وإحداثه في الكون كما في قوله تعالى : " إنما أمره إذا أراد شيئا أن
يقول له كن فيكون" ومن ذلك وجود الكفر والفساد

وإرادة شرعية تتعلق بما يأمر الله به عباده مما يحبه ويرضاه، وهي
المذكورة في مثل قوله تعالى : "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق