10‏/02‏/2013

كي لا تفقد ثوراتنا العربية




الثورات العربية اثارت اسئلة لا يمكن الإجابة عليها الآن

نحن أمام حراك شعبي تاريخي لم يحدث أبدا في هذه المنطقة من العالم
من قبل , وكل من يزعم أنه مؤامرة غربية إما غير واعي أو يتهم الشعوب
كلها بأنها تتآمر مع الغرب ضد نفسها

هذا الحراك التاريخي في المبدا هو ايجابي جدا وكان ضروريا
وحتميا ولو لم يحدث في 2011 كان سيحدث بعدها بقليل
لأن الأوضاع وصلت لمرحلة من السوء على كل المستويات
مما كان يحتم قيام حراك ما

كيف سيستمر ؟
إلام سيؤول ؟

لا احد يملك الإجابة. لأنه لا احد يمتلك توجيه هذه الموجات حتى
من الحركات السياسية والأحزاب المشاركة فيها , وكل تحرك يومي
يخلق معه اتجاهات ومسارات جديدة

الثورة الفرنسية لم تحقق اهدافها إلا بعد سنين طويلة من قيامها
وبعد الكثير الكثير من الدماء ومنها في مراحل لاحقة دماء الثوار
انفسهم من قبل رفقاء الطريق.

الخوف على هذا الحراك ينبع من انه كما بدا من الشارع ويستمد
زخمه منه فإنه يُترك للشارع ليتحكم فيه

اليوم نحن بحاجة لزعماء سياسة وزعماء فكر ورجال دولة حقيقيين
ليس وفق الفهم العربي السائد للقائد الذى يتولى كل الأمور بل بحاجة
لمن ينقل هذا الحراك من من مستوى الشارع لمستوى المؤسسات على
المستوى السياسي بتجرد وبحزم وقوة ودون مطمع مكاسب سياسية
شخصية او حزبية ويستطيع بناء توافق وطني حول هذه المؤسسات
كذلك نحن بحاجة لزعماء فكر يقودون الشعوب لمفاهيم جديدة ولمستوى
جديد من الوعي السياسي والفكري يمنع هذه الحراك من يتحول من
حراك سياسي سلمي إلى فوضى مجتمعية.

وهذا ما يحدث في مصر وفي تونس الآن للأسف حيث تحولت الحركات
الشبابية الثورية من كونها حركات تغيير سلمي إلى حركات فوضى
ورفض، واحيانا فقط من اجل الفوضى والرفض، وهذا سيهدم كل ما تحقق
وسيجعل البلدان دولة فاشلة وسيسهل التدخل المخابراتي لزيادة الفوضى
والتخريب وبإسم تحقيق اهداف الثورة , ويسهل عودة افراد الأنظمة السابقة
لزرع التخريب واعادة رجالهم إلى الواجهة وبإسم الثورة ايضا ولم استمر
هذا فإن الحركات الإرهابية هي من ستستفيد من هذا المشهد كله وتسيطر
على المجتمعات وقد يسبقها العسكر للإستيلاء على هذه الدول بإسم حفظ
الأمن والإستقرار وهنا سيكون العسكر مؤيدا من نسبة كبيرة من الشعب
بسبب الخوف على الأمن الشخصي والأمن الإجتماعي.

وللأسف دور المفكرين والمثقفين الحقيقيين مفقود جدا حاليا

لماذا ؟
هذا يستوجب حديثا آخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق