04‏/02‏/2013

في ذكرى روزا باركس ( اشهر من قالت لا )



روزا لويس باركس والتي ولدت تحت اسم روزا لويس ماكولي كانت ناشطة من 
أصول إفريقية أمريكية، طالبت بالحقوق المدنية للأمريكان الأفارقة.

اشتهرت روزا باركس عندما رفضت التخلي عن مقعدها في باص عمومي لشخص أبيض، عاصية بذلك أوامر سائق الباص. فأطلق ذلك حركة مقاطعة الباصات في مونتغمري، والتي شكلت بداية عملية إلغاء التمييز العنصري الذي كان سائداً في ذلك الوقت، لتكون إحدى أهم الأحداث في تاريخ الأمريكان الأفارقة.

نشأتها:

ولدت روزا باركس تحت اسم روزا لويس ماكولي في 4 فبراير 1913 م، في بلدة توسكغي في آلاباما. كانت ابنة كلٍ من جايمس ماكولي الذي كان يعمل بالنجارة، وليونا إدواردز التي عملت مدرسة. كما كانت ذات أصول أفريقية أمريكية، شيروكية (من قبائل الهنود الحمر)، وإسكوتلندية إيرلندية.

بعد انفصال والديها عن بعضهما عندما كانت في الثانية من عمرها، عاشت باركس مع والدتها، جديها، وأخيها الأصغر في مزرعة خارج بلدة توسكغي، وتلقت هناك تعليماً منزلياً حتى بلغت الحادية عشرة من العمر، وكانت أيضاً عضوة في كنيسة ميثودية أفريقية. أكملت باركس دراستها في إحدى مدارس مونتغمري التي أنشأت من قبل بعض النساء اللاتي اعتنقن فكراً متحرراً، توافق مع نصائح والدتها في فهم قيمة الشخص نفسه. ثم انتقلت إلى مدرسة خاصة بالأفارقة الأمريكيون لإكمال المرحلة الثانوية، إلا أنها أجبرت على التخلي عن دراستها للعناية بجدتها، ووالدتها بعد أن أعياهما المرض. نشأ لديها إيمان ديني قوي وشعور بالاعتزاز العرقي. تحدثت باركس لاحقاً بفخر عن أن الكنيسة الأسقفية الإصلاحية الأفريقية كانت على مدى أجيال مناصرة قوية لمساواة السود.

مشاهد التمييز العنصري خلال نشأتها:


ذكرت باركس في سيرتها الذاتية العديد من مظاهر التمييز العنصري الذي واجهته خلال نشأتها، خاصة وأنها قد عاشت في إحدى مناطق الجنوب، والذي كان التمييز العنصري فيه أشد من المناطق الأخرى في الولايات المتحدة. بموجب قوانين جيم كرو، فقد كان المجتمعان الأبيض والأسود منفصلين، يحكمهما قوانين تفضل المجتمع الأبيض على غيره، حتى من ناحية وسائل النقل، فقد كان على الأمريكيين الأفارقة التخلي عن مقاعدهم للبيض، أما عن وسائل النقل المدرسية، فقد كانت غير متوافرة للأمريكيين السود -بحسب ما ذكرته باركس- وكانت تلك المرات الأولى التي تمكنت من خلالها فهم الاختلاف الذي كان يجري بين هذين المجتمعين.

كذلك، فقد كانت جماعة الكو كلوكس كلان تمر بشكل مستمر في الطرقات أمام البيت الذي كانت تعيش فيه، وكانت تذكر بأن جدها كان يحرس البيت وبيده بندقية، ومشاعر الخوف الذي كان يتملكها عندما كانت هذه الجماعة تمر أمام البيت في الليل. إلا أن باركس قد صرحت بأن بعضاً من البيض كانوا يعاملونها بلطف واحترام.

تزوجت روزا رايموند باركس، الذي كان عضواً في إحدى الجمعيات المكافحة لمظاهر العنصرية، حيث انضمت إلى هذه الجمعية فيما بعد، وعملت إلى جانب زوجها في تحسين حياة بعض الأمريكيين الأفارقة.

بداية القصة:


كانت روزا باركس في الثانية والأربعين وتعمل خياطة عندما أسهمت في صنع تاريخ الولايات المتحدة. ففي الأول من ديسمبر كانون الأول كانت السيدة باركس تجلس في حافلة في بلدة مونتجمري عندما طالبها رجل أبيض بإخلاء مقعدها له. وقد رفضت السيدة باركس، وتمردت على القواعد التي تفرض على السود إخلاء مقاعدهم والتنازل عنها للركاب البيض. وانتهى الأمر بالقبض عليها وتغريمها 14 دولارا

اصبحت روزا مكولي باركس تعرف اليوم بأنها "أُمّ حركة الحقوق المدنية"، لأن إلقاء القبض عليها بسبب رفضها التخلي عن مقعدها في الحافلة العمومية أشعل فتيل المقاطعة المحورية للحافلات العمومية في مونتغومري، بولاية ألاباما. لم تكن روزا تنوي صنع التاريخ عندما غادرت عملها كخيّاطة لتركب في حافلة عمومية بعد ظهر اليوم الأول من كانون الأول/ديسمبر 1955. كانت مُنهكة وكل ما أرادته هو الذهاب إلى منزلها. وهكذا، عندما طلب منها سائق الحافلة الانتقال إلى المقاعد الخلفية كي يجلس مكانها رجل أبيض، لم تتمكن من حمل نفسها لفعل ذلك.

قالت لاحقاً: "لم تكن نيتي عندما ركبت الحافلة بأن يُلقى القبض عليَّ. ركبت الحافلة وأنا أنوي الذهاب إلى منزلي."

وفي حين أنها لم تكن تعلم بأن عملها هذا سوف يطلق حركة مقاطعة الحافلات العمومية التي استمرت 381 يوماً، فإنها كانت تعرف شيئاً واحداً وهو: أن مقاطعتها الشخصية للحافلات بدأت في ذلك اليوم. وقالت: "كنت أعرف بقدر ما يتعلق الأمر بي، بأني لن أركب ثانية في حافلة منفصلة عنصرياً."

إلقاء القبض على روزا باركس وسجنها لفترة قصيرة، وهي السيدة المحترمة للغاية في المجتمع الأهلي الأسود، ومقاطعة الحافلات العمومية التي تبعت ذلك، أديا إلى صدور قرار المحكمة العليا بحظر التمييز العنصري في الحافلات العمومية للمدينة. كما دفعت هذه المقاطعة إلى الشهرة قومياً قساً شاباً غير معروف كثيراً اسمه مارتن لوثر كنغ جونيور. وضعت المقاطعة تحت قيادته نمطاً من الاحتجاج اللاعنفي المستند إلى المجتمع الأهلي، وهو النمط الذي أصبح الاستراتيجية الناجحة لحركة الحقوق المدنية.

كانت هناك قوى عديدة في المراحل الأولى من حياة روزا باركس التي ساعدت في صياغة نهج نشاطها الهادىء المعارض.

نتيجة أعمالها:

وكانت الاحتجاجات بداية لإلغاء التمييز بين المواطنين على أساس اللون في وسائل النقل. ووصل الذروة في عام 1964 بصدور قانون الحريات المدنية الذي حرم التمييز على أساس العرق في الولايات المتحدة. وقد أدى اعتقالها إلى بدء 381 يوما من الإضراب عن ركوب الحافلات نظمه قس يدعى مارتن لوثر كينج جونير.

وبعد ذلك بسنوات حصل مارتن لوثر كينج على جائزة نوبل لإنجازاته في مجال الحقوق المدنية.

وفي عام 1957، بعد أن فقدت السيدة باركس وظيفتها وتلقت تهديدات بالقتل، انتقلت مع زوجها ريموند إلى ديتروت، حيث عملت كمساعدة في مكتب عضو ديمقراطي بالكونجرس.

وفي حديث لها عام 1992 قالت السيدة باركس عن احتجاجها الشهير: "السبب الحقيقي وراء عدم وقوفي في الحافلة وتركي مقعدي هو أنني شعرت بأن لدي الحق ان أعامل كأي راكب آخر على متن الحافلة، فقد عانينا من تلك المعاملة غير العادلة لسنوات طويلة"

الجوائز:

حصلت السيدة باركس على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونجرس وهو أعلى تكريم مدني في البلاد بعد ذلك بثلاث سنوات

وفاتها:

توفيت زعيمة الحقوق المدنية روزا باركس عن عمر يناهز الثانية والتسعين في 24 أكتوبر 2005 م ويشير محاميها إلى أنها توفيت أثناء نومها في منزلها بمدينة ديترويت بولاية ميتشيغان



* جمعت المادة من عدة مواقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق