04‏/11‏/2012

كثافة حملة العلم الشرعي وقلة الفقهاء . اين الخلل؟


قد نكون مع ايران اكثر دولتين في العالم في عدد خريجي العلوم 

الشرعية وفي كل جامعة لدينا هناك كليات أو على الأقل اقسام لها 
هذا بالإضافة للمعاهد العلمية والدورات والدروس والمحاضرات الدينية 

لكن رغم هذا العدد المهول من هؤلاء الخريجين هناك انحسار واضح 
جدا في عدد الفقهاء الحقيقيين أي الذين لديهم المقدرة العلمية على استنباط 
الأحكام الشرعية من ادلتها وفق الواقع المعاش

ولو دققنا في غالبية من يُسأل عن الفتوى خاصة في وسائل الإعلام
المختلفة لوجدنا غالبيتهم العظمى من حملة الفقة أي ( حفاظ فقه)
وليسوا فقهاء رغم أن من بينهم من يشار له كعالم أو شيخ
وعندما يُسألون عن مسأله فإن جوابهم يكون غالبا :

أن احمد ابن حنبل أو ابن تيمية أو ابن القيم قال في هذه المسأله كذا
رحم الله الثلاثة ( هناك نقطة تحتاج لنقاش آخر وهي لماذا الفتوى
لدينا مقتصرة على رأي الثلاثة رغم أن هناك عشرات العلماء الأئمة
من المسلمين)

ولا يراعي من يفتى أن لهؤلاء العلماء اجتهادهم حسب احوالهم
واحوال زمنهم ومكانهم وتغير الأحوال يقتضى اعادة النظر في العديد
من الفتاوي مثلما اعادوا هم النظر في فتاوي من سبقهم وقاموا بإجتهاد
خاص بهم

السؤال ما هو السبب في قلة عدد الفقهاء لدينا ؟
هل هو ناتج لقلة التركيز على الفقه لصالح الإهتمام بالعقيدة؟
هل لأننا اساسا لا نملك العدد الكافي من الفقهاء الحقيقين ؟ وبالتالي
فاقد الشيء لا يعطيه أي أن الطلاب لا يجدون فقهاء يدرسون عليهم
هذا العلم هل الإقتصار على علماء مذهب واحد وتهميش علماء بقيه
المذاهب ( حتى داخل المدرسة السنية ) له دور ؟
هل لدينا فقهاء لكنهم لا يُظهرون لصالح ظهور الدعاة والوعاظ رغم
أن دور الفقهاء اهم ؟
هل لطريقة التدريس والمناهج في الكليات والأقسام الشرعية دور ؟
هل للإنغلاق لدى عدد من علمائنا وعدم انفتاحهم على بقية المذاهب
والآراء دور؟
هل لأن نسبة كبيرة من حملة العلم خاصة حملة الشهادات العلمية اقتص
ر دورهم على تحقيق بعض المخطوطات أو شرح بعض كتب الفقة
القديمة على حساب ايجاد حلول للقضايا الجديدة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق